الأستاذ الدكتور إلياس جبور

رئيس قسم سرطان الدم الّليمفاوي الحاد، وحدة الّلوكيميا، قسم طب الأورام مركز إم دي أندرسون للسرطان في جامعة تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية

جائزة إنجاز العُمر المسار الدولي

 

يُعرف الدكتور جبور بمساهماته الكبيرة في علم إدارة الّلوكيميا، وبجهوده في مجال التجارب السريريّة الهادفة إلى تحسين نتائج علاج المرضى المصابين بلوكيميا الدم الحادّة بشكل عام، وسرطان الدم الّليمفاوي الحاد (ALL) بشكل خاص. وباعتباره اختصاصي في أمراض الدم والأورام، يواجه البروفيسور جبور تحديات واحتياجات لم تتم تلبيتها في هذا المجال، لذا، كرّس حياته المهنيّة كباحث سريري لمواجهة هذه التحديات. 

من خلال منصبه في مركز إم دي أندرسون، ابتكر أكثر من 12 تجربة سريريّة لتقييم علاجات جديدة لمختلف أنواع سرطان الدم بما يشمل: سرطان الدم الليمفاوي الحاد De novo ALL و Philadelphia (Ph)-Positive ALL وسرطان الدم الحاد لدى كبار السن، والحالات المستعصية / وحالات عودة المرض. ومن الجدير بالذّكر أنه طوّر بروتوكولا أظهر تحسينات كبيرة في معدّلات النجاة للمرضى المصابين بابيضاض الدم الليمفاوي الحاد PH-Positive ALL. تاريخيا، لدى هؤلاء المرضى نتائج سيّئة، حيث بلغ معدّل البقاء على قيد الحياة لديهم لمدة عام واحد أقل من 10%، بينما يعمل العلاج الجديد على الجمع ما بين العلاج الكيماوي H-CVAD وعلاج Ponatinib وهو علاج مثبّط لإنزيم كيناز التيروسين TKI وهو علاج جديد وفعّال، حيث حقّق زيادة في معدّل البقاء على قيد الحياة لـمدة 3 سنوات لدى 76% من هؤلاء المرضى ولمدة 5 سنوات لدى 71% من المرضى، بينما كانت النسبة في الماضي 40%. وتمّ نشر هذا الإنجاز في مجلّة Lancet Oncology عام 2015 كما نُشر عام 2018 في مجلّة Lancet Hematology.

لقد أثبت البروفيسور جبور وفريقه إمكانية تحسين نتائج هؤلاء المرضى من خلال إيقاف نمو طفرة T315I الموجودة لدى حوالي 25% من المرضى كحدّ أدنى، والتي تمّ اكتشافها من خلال تسلسل الجيل الثاني NGS وتُظهر مقاومة لجميع مثبّطات إنزيمات كيناز التيروسين TKIs على مستوى العالم باستثناء علاج Ponatinib، وذلك عن طريق تحفيز الاستجابة الجزيئيّة الكاملة، وبهذا، فإنّ النتائج التي توصّلوا إليها تتحدّى المفهوم الحالي للحاجة إلى زرع الخلايا الجذعية الخيفيّة ASCT للشفاء التام. وقد يصبح هذا النظام الجديد المعيار المعتمد لعلاج المرضى البالغين المصابين بهذا المرض.  

يقود البروفيسور جبور في الوقت الحالي تجربة سريريّة في المرحلة الثالثة على مرضى تمّ تشخيصهم حديثا بلوكيميا Ph-positive، حيث يقوم بدراسة استراتيجيّة مبتكرة للجمع ما بين الأجسام المضادّة وحيدة النسيلة Monoclonal Antibodies مثل Inotuzumab Ozogamicin وهو جسم مضاد Anti-CD22 مع علاج Blinatumomab، بالإضافة إلى جرعة قليلة من العلاج الكيماوي. وقد أثبت هذا العلاج أنّه آمن وأكثر فعاليّة مقارنة بالعلاجات السابقة، فمع تجربة العلاج على أكثر من 70 مريضا حتى الآن، تضاعف معدّل البقاء على قيد الحياة مقارنة بالعلاجات السابقة.

وستشكّل هذه العلاجات المدمجة المعايير الجديدة لعلاج السرطان في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، يعمل البروفيسور جبور على تقييم علاجات مدمجة جديدة بالإضافة إلى العلاج الكيماوي بهدف التقليل من سُمّية العلاج، والقضاء على الحدّ الأدنى المتبقّي من المرض، ورفع معدّلات الشفاء لدى المرضى البالغين المصابين باللّوكيما لتصل إلى المعدّلات المتحقّقة لدى المرضى الأطفال. 

ولد البروفيسور جبور في لبنان حيث درس الطب في جامعة سانت جوزيف، ثم أكمل دراسته في جامعة باريس.